وطني بين الحلم والحقيقة

صوت الرصاص ما زال يخترق اذني
صوت اقدامهم مازال في ذاكرتي
صوت نباحهم ما زال يغضبني
دقيقة او ثانية هكذا قال لي احدهم
يوم او يومين وتعود اليها
فرحت بكيت وقلت
فان لم اعد
صمت خيم وقلق اقتحمني
هكذا كانت البداية
ولكنه غدرني دمر حياتي
وبعدها حدث ما كان سيحدث
اصبحت الان مشرد في نظرهم وفي نظركم
انتم
امشي اسير اقطع الاميال
حاملا معي ذكرياتي الحزينة
وحلم العودة الى وطني
تاركا ورائي الارض والوطن
توقفت اناظر الوطن
وجدته خاليا من البشر
وجوه جديدة وجوه بشعة
ممزوجة بالحقد والخبث اللعين
هم الان في وطني
وانا اصبحت احلم به
هذا هو مصيري
جرة على كتف امراتي وانا احمل اولادي
واسير اسير الى حتفي
هناك كنت اسير
انثر التراب
اصرخ
انادي
هل انا بلا وطن
هل انا مشرد
هل انا لاجىء
لاجىء هذا هو عنواني
لم اخجل منه ولكن خجلت من نفسي
المدمرة الخائفة الضائعة التائهة
تمردت وقلت لم اكن يوما هكذا
بلدي لم تتعود على الانكسار
بلدي صرخت كل ما فيها صرخ
زرعها انهارها ينابيعها بحيراتها بيوتها
لكن
ما من ملبي للنداء
ارضي ما زالت اسيرة
اسيرة ظلمهم وشجعهم
وداري تناديني وكل ما فيها ينطق باسمي
وانا تحت تلك الشجرة بجانب خيمتي
ومزمار بيدي ادندن الحزينة
ادندن باسمها هو مسيطر على تفكيري
هي اسيرة حزني
اصبحت الان لا املك الا
خيمة وبعض الطعام وثياب ممزقة
وحذاء بالي
هل تدركو ا الماساة
هل تدركوا الماساة
غابة بشعة حولتموها مليئة بالوحوش دمرتموها
لاجىء يبحث عن مستقر
يبحث عن ارضه
تائها يسال كل من يلاقيه
هل انا بلا وطن
هل انا مهاجر مشرد ام مطرود من ارضي
هل انا بلا حقوق
هل انا ابنها وهي امي ولا اسعد برؤيتها
هل انا بشر
ام انني جماد يتحرك
هل انا بلا وطن
اجبني اجيبوني
اجبني يا جار الخزي والعار
اجبني يا فتى من القطر الاخر
اجبني يا من تعش ولكنك
بالحقيقة ميت
اجبني هل انا بلا وطن
احلم به
انام على ترانيمه
تاتيني الطيور باخباره
ولكنها تظل عابرة
اشمم ريحها اضمها
لاني اتذكره
من خلال تلك الطيور
اتذكر وطني
احتاج الى الامان في وطني
امان اراه في عيونها
احتاج الى ان تضمني اضمها
احتاج اليه ولكني ابقى محتاج
شارة تغنيها البلابل
وشارة تغنيها عصافيره المهاجرة
تردد الحان العودة
ترسمها وانا ما زلت اعاني
ما زلت ارسمها
سيضىء الليل وينطفىء النهار
وانا هنا انتظر اشارة منه
ولكن هي لم تاتيني باخباره وانا انتظر
وهم سيبقوا
اجمع العبارات احاول اطغى على ضعفي
عدت ابكي اصرخ انادي
اسال
هل انا بلاوطن
ساظل اصرخ ابكي
هل انا لاجىء
ولكن لا حياة لمن تنادي
لا حياة لمن تنادي